رمت كلمتين و مشات..

لبارح نتقهوج آنا و زميلتي في البطالة...كملنا قرايتنا مع بعضنا و قاعدين نستمتعو بالشوماج...آش كان عليه الواحد يخدم؟...كلّ شيء على عجلة...التفريك بزايد و تكسير لوجوه متوفّر

عاد أحنا أكّاكة وترميلنا طفلة كتاب صغير صغرون كان ما جاش ملوّن نقول حرز...والطفلة اللّي بحذاية تقول فيهاووه ’يحبّو يسحروني ’...

كتاب صغير ملغِّم و باش يتفوشك بالأحاديث...

الطُفلة دارت عالطواول الكلّ وودّت كلّ وحدة بكتيّب...اللّي يشوف يقول محلاها تونس...و محلا عبادها...و محلا الإسلام فيها...إلاّ انّو بعد بُرهة يتفاجىء اللّي الطُفلة إتطالب بمعلوم الرمية...

ماعليناش...كلّ واحد و قسمو في هالدنيا هاذي...و هذاية موش لبّ الموضوع...

الشخطورة رفيقة الدرب تكسلتو لحنتها بتنهيدة قتلي:

-’مسكينة الطفلة,تبان حزينة و هي ملفوفة كالجوكيرفي الخمار’

-’علاشْ...هاك إنتي ساعات تبانلي مظلّمة و مكشبرة كالعصفور اللّي يصفِّي..’

-لااااااااااااااا...مُشْ كيف كيفْ...’

--كيفاشْ؟مانيش فاهمك آش تحِب تقول...

- مانعرِفشْ آما كلّ ما نشوف متْديّنة نحس اللّي هيّ تخلقت باش تعيش تعيسة,ساعات نشوفهاطايحة من كتاب تاريخ ,ساعات مضطهدة من قبل عايلتها, راجلها,و ساعات نشوفها ماهيش عايشة جملة...مشفاهمة شي مالدنيا...جابوها والديها باش يتحكمو فيها, يربيوها كيما يحبُّو و مبعّد يعطيوها لراجل يزيد يكمّل عليها ...في وقت اللّي هيّ عندها الحقّ باش تلبس كيما تحب, تخالط اللّي تحب,و تاخذ اللّي تحب...كيفها كيف ندادها...عندها الحقّ باش تعيش يأتم معنى الكلمة...

- كان آنا فهمت قصدك, إنتي تشوفها سجينة فكر و نمط حياة معيّن ماختارتُّوش هيّ...

- إي ’فوالا’...

- تحب تقول : ماهيش حرّة اهْ

- نورمالمُنْ...

- بلاّهي أُوصِفلي صورة لِمرا الحرّة في نظركْ إنتي...

- ....

- اآآآآه...وينكْ؟...بهِّمت... شنوّه ما فمّاش حتّى مرا حرّة أو متحررة تتذكرها توصفهالي؟...

- بلاّهي اخطاني ... جوست نحسها ناقصة حاجة و لاّ تعاني من حرمان واكهوْ...

- علا خاطرها تربّات على ستران روحها و لبس الخمارلازمنا نخزرولها أكّاكة ؟

- موش كان آنا...العالم كامل يخزرلهم أكّاكة...حروبات قايمة على جالهم و على جال تحررهم...دم الآلاف سال باش يدافعولهم على حقوقهم...ياخي وين عايش؟

ما تتفرجشْ فالتلفزه؟...

صوت ثالث دخل في العجّة:

- - دم الألوفات ماتو في مثل هالنهار...اليوم عيد الشهداء...ياخي ما تتفرجش في التلفزة يا صبيّة؟

- وجه الزميلة اللّي معايا زراق كالكانزه...و رماتهالها:

- - حاجة ماتخُصِّكش...

- - حتّانا هذه حياتي و حاجة ماتخصِّكش...مابقيتو لاهيين كان بالشعارات والحكايات الفارغة والفعل ما فمّاش...’

-

رمت كلمتين و مشات...

عيد الشهداء, والفعل ما فمّاش